كيفية ادارة الازمات المالية

كيفية ادارة الازمات المالية أمر يهتم به الكثير من أصحاب الشركات أو المسؤولين في موقع الإدارة داخلها، وفي الواقع كافة الشركات والمؤسسات على اختلاف أنشطتها وأحجامها تكون عرضة للوقوع في أزمات مالية، ولكن من المهم أن يتم التعرف على كيفية الخروج من الأزمات المالية للشركات في أي وقت، وأن يتم وضع خطط وسيناريوهات بديلة تضمن المحافظة على قدرة الشركة على حل المشكلات والخروج من الأزمات المختلفة بخسائر قليلة.

 

كيفية ادارة الازمات المالية

من المتعارف عليه أنه لا توجد أي شركة مهما كان حجمها على مستوى العالم يمكنها أن تكمل مسيرتها في حالة غياب خطة واضحة تدار بها أي أزمة بصورة جيدة، لأن إدارة الأزمات طبقًا لخطة منهجية معينة يمكنه أن يقوم بدفع الشركة أو المؤسسة إلى التخلص من أقوى أزمة، بل وسوف تتمكن من التواجد بصورة أكبر وتكون قادرة على التنافس من جديد، إما إدارة الأزمة بصورة خاطئة في غياب التخطيط أو الإدارة الجيدة يمكن أن يؤدي بالشركة إلى الهاوية، لهذا فمْعرفة الشركة الطريقة التي تدير بها أزمتها المالية وتنظيم رؤى وخطط واضحة يجعلها تتجنب كوارث كثيرة بل ويضمن لها أن تستمر بصورة أفضل.

عملية إدارة الأزمات المالية لا تقف عند حدوث أزمة أو كارثة تواجه الشركة، ولكن إدارة الأزمة يبدأ حتى قبل أن تقع المشكلة من الأصل، فمن المهم أن تقوم الشركة بوضع خطط واضحة تجعلها تتمكن من إدارة الأزمة التي من الجائز تعرضها لها، فمن الخطوات المهمة في هذا الشأن هو التخطيط، فعند التخطيط بشكل جيد وتنظيم خطط واضحة تتمكن الشركة من التعامل مع الأزمة بصورة جيدة دون أن ترتبك أو تتخبط، وبهذا يساعد هذا الأمر في الوصول إلى حل فعال وسريع، وتقل الخسارة، بل وقد وهناك أوقات لا تقع الأزمة من الأصل.

عن طريق مجموعة من الخطط والخطوات يمكن للشركة أن تقلل الخسارة وقت مواجهة الأزمة المالية، بل وسوف تتمكن من تجنبها، فمن أسس الإدارة المهمة التي من اللازم العناية بها بشكل كبير داخل أي شركة أيًا كان حجمها هو التخطيط، ومن الممكن التخطيط من أجل إدارة الازمات المالية كما يلي:

بعد التعرف علي كيفية ادارة الازمات المالية يمكنك ايضا قراءة حساب القيمة المضافة | وطرق الاعفاء منها

التخطيط المالي والميزانية الشخصية

كيفية ادارة الازمات المالية

 

توقع أو التنبؤ بحدوث الكارثة

فعلى سبيل المثال في الآونة الأخيرة تواجه العديد من الشركات تحديات كثيرة، بل وترى أن المستقبل بالنسبة لها مجهول، وذلك بسبب ما قام فيروس كورونا بفرضه على كافة قطاعات الأعمال، ولكن الشركات التي قامت بتخصيص إدارة أزمات من البداية وقامت بوضع خطط تتمتع بالوضوح لطريقة التعامل مع أي أزمة، سوف تتمكن من المرور من تلك الأزمة بأقل خسائر ممكنة بالمقارنة بغيرها من الشركات التي لم يكن لديها توقعات لمثل تلك الأزمات المالية، فإداَرة أي أزمة مالية مع تفشي فيروس كورونا يمكن أن يكون أمر صعب، لعدم معرفة وقت انتهاء الأمر بصورة واضحة، ولكن أي شركة قامت بوضع خطط تتمتع بالوضوح وبدائل للفترة المقبلة سوف يساعدها ذلك في العبور من تلك المرحلة بخسائر قليلة.

 

وضع سيناريوهات محتملة

من المهم ألا يوضع سيناريو وحيد وتطبيقه بكل دقة، لأن هذا الأمر يمكن أن يعرض الشركة إلى ارتباك، بل وقد تتفاجأ بوقوع سيناريو آخر غير متوقع ولم يكن في الحسبان، وبهذا سوف تواجه خسارة كبيرة، لهذا من المهم القيام بوضع احتمالات وسيناريوهات متنوعة، وذلك طبقًا لتحديات الأسواق وطبيعة عمل الشركة والميزانية الموضوعة لها، وأي عامل آخر يتحكم في نشاطها مثل السوق المنافس وطاقة عمل الشركة وحجمها وغير ذلك من العوامل، فوضع سيناريوهات متوقعة وخطط بديلة يجعل الشركة تتجنب خسائر كثيرة، أو يكون ضامن لها أن تخرج بخسائر قليلة نسبيًا، وعلى أسوأ الظروف سوف تضمن أن تظل باقية.

 

تهيئة العنصر البشري والعمالة للتعامل مع الأزمة المالية

فمثلًا، بعد الذي قام بفرضه تفشي فيروس كورونا على الشركات المختلفة، فالشْركة التي كانت حريصة على أن تطور العمال والعنصر البشري لديها، وهيئتهم من أجل العمل بأساليب تكنولوجية مختلفة، هي الشركة التي تمكنت من النجاح في أن تستكمل عملها ووفرت الوقت، إذ إن العنصر البشري عامل مهم وأساسي من اللازم أن يمنح أولوية وقت التخطيط من أجل إدارة الأزمات المالية، ففي الواقع ليس هناك شركة على مستوى العالم مهما كان طبيعة النشاط أو الحجم يمكنها أن تخرج أو أن تتعامل مع أزمة مالية دون تواجد العنصر البشري المؤهل لهذا الأمر.

بعد التعرف علي كيفية ادارة الازمات المالية يمكنك ايضا قراءة رقم الزكاة و الدخل

كيفية ادارة الازمات المالية

تعاون وتضافر أقسام الشركة المختلفة

فمن المهم أن تكون الشركة حريصة على خلق روابط قوية بين إداراتها المختلفة، وأن توفر المناخ الصحي الذي يصمن لكل من يعمل بها أن يستمر ويتعامل مع أي إدارة مختلفة دون توتر أو ضغط، لأن هذا الأمر يساعد على إكمال الخطط بشكل ناجح، إذ إن عمل الإدارات هو في الحقيقة متكامل، ولا يمكن لإدارة أن تحقق أي نجاح وحدها دون الإدارات الأخرى، لهذا من المهم أن تكون الشركة حريصة على أن توفر مناخ مناسب بين الإدارات داخلها وأن تقوي الروابط بينها.

 

إطلاع كل أفراد الشركة على الخطط

من اللازم أن تطلع كل إدارة على كل ما يرتبط أو يخص طبيعة العمل داخلها من خطط، إذ إن تهيئة العاملين داخل الشركة والتأكيد على أن دورهم مهم، يقوم بتوفير الوقت والمجهود على الشركة وقت وقوع الأزمة المالية، ويكون ضامن لتحرك كل قوى الشركة بشكل يضمن استمرارها بما في صالحها.

 

اختبار الخطة

مما لا شك فيه أن وضع الخطة من الأمور الضرورية، بل والاستعداد للأزمة أو الكارثة داخل الشركة من الأمور المهمة التي من اللازم العناية بها، ولكن إلى جانب ذلك فمن المهم عند القيام بوضع الخطط أن يتم تجربتها كل فترة، فعلى سبيل المثال إذا وضعت خطة من أجل مواجهة كساد البيع في وقت معين، فمن اللازم أن تقوم الشركة باختبار تلك الخطة كل ستة أشهر بحد أدنى، لكي تضمن تنفيذها بصورة جيدة، ومن أجل تهيئة العنصر البشري لكي يتمكن من المواجهة.

 

مواجهة المشاكل المحاسبية التي يمكن أن تكون سبب ظهور الأزمة المالية

فلا يمكن الاستهانة بالمشكلات المحاسبية التي قد يتضمنها نظام المحاسبة في الشركة، فالأمر غاية في الأهمية، ويمكن إتمام ذلك عن طريق محاسب مسؤول عن التدقيق الداخلي أو من الممكن أن تستعين الشركة بأحد شركات الاستشارات المحاسبية المتخصصة في المجال على أن تكون خبيرة في المجال ولديها فريق عمل مميز يمكنها إتمام مسألة التدقيق للوصول لأي مشكلة محاسبية يمكنها أن تكون عامل مساعد في تفاقم الأزمة المالية، وسوف ينصب دور الشركة في التدقيق والوصول للمُشكلة واقتراح أنسب الحلول على الإدارة، مع العلم أن الرأي أو النصيحة أو الاقتراح ليس أمر ملزم تطبيقه على الرغم من كونه الأنسب.

بعد التعرف علي كيفية ادارة الازمات المالية يمكنك ايضا قراءة مكتب خدمات ضريبة القيمة المضافة

كيفية ادارة الازمات المالية

عمل صيانة للمعدات وحل المشاكل البسيطة في أسرع وقت

وتلك خطوة هامة بل وأساسية وقت مواجهة الأزمات المالية، فيجب أن تجهز غرفة عمليات من أجل إدارة الكوارث والأزمات، فالشْركة وقت وقوع الكارثة تكون في حاجة إلى تشكيل غرفة إدارة أزمات يتجمع بها مجموعة من العقول المؤثرة والذي يتمتعون بالرؤية الواضحة، وأي شخص مؤهل لكي يتعامل مع الأزمة بكل كفاءة داخل الشركة.

 

كيفية مواجهة الأزمات داخل الشركات

التخطيط من أجل إدارة الأزمات المالية خطوة لا غنى عنها، ولكن بعد أن تنتهي مرحلة التخطيط وبعد أن يزفر اللازم من الاستعدادات، تبدأ مرحلة المواجهة، فبعد أن يؤهل العنصر البشري، وتجهز المعدات وتشكل إدارات مختلفة من أجل التعامل مع تلك الأزمة، ما الذي يجب أن يتم لكي تتمكن الشركة من مواجهة تلك الأزمة بصورة فعالة ودية تكون ضامنة أن تكون الخسارة قليلة بقدر الإمكان، وفي الحقيقة يجب أن يدار الأمر كما يلي:

 

تنفيذ السيناريوهات والخطط التي خطط لها بشكل دقيق دون ارتجال

يجب أن يتم ذلك بالفعل، ولكن قد تظهر الحاجة للخروج عن الخطة الموضوعة أو أن يطبق تصرف خارجها، هنا من اللازم ألا يتم الأمر بصورة فردية، بل يجب تضافر كل العناصر، حتى لا يخل بالخطة الأساسية.

 

توفير خدمات طوارئ عاجلة

فبالتأكيد وضع الخطط مسألة ضرورية، ولكن احتمالات حدوث أمر خارج عن المألوف من الأمور الواردة للغاية، واحتمال أن يتعرض أي عامل لضرر أمر وارد أيضًا، لهذا من المهم أن تجهز خطة طارئة واضحة وقت مواجهة الأزمة المالية، فعند تعرض الشركة لأزمة مالية قد تكون الشركة مضطرة لأن تقلل عدد العمالة، هنا من اللازم أن يكون هناك خطة طوارئ عاجلة كأن تقترح على العمال تقليل الراتب بنسبة ضئيلة لمدة، أو تقليل أيام العمل مقابل أجر أقل، أو ربما العمل من المنزل نظير أجر أقل، وهذا بالفعل ما طبق في الكثير من الشركات حول العالم منذ تفشي فيروس كورونا لمواجهة الأمر بأقل ضرر ممكن لكل الأطراف، سواء الشركة أو الأيدي العاملة فيها.

بعد التعرف علي كيفية ادارة الازمات المالية يمكنك ايضا قراءة الفاتورة الضريبية المبسطة

مكاتب الاستشارات المالية والإدارية

كيفية ادارة الازمات المالية

ماذا يحدث بعد إدارة الأزمات

 بعد تنتهي الشركة من إدارة الأزمة المالية طبقًا لخطة معينة مناسبة لطبيعة التخصص والنشاط الذي تقوم به، وبعد أن تواجه الأزمة وتطبق السيناريو المطروح بكل حرفية، تبدأ مرحلة بعد مواجهة الأزمة، وهنا تحاول الشركة أن تستعيد توازنها، فكيف سوف تتمكن من ذلك، وفي الحقيقة يمكن القيام بذلك عن طريق ما يلي:

 

إعادة تأهيل العاملين بالشركة

بعد القيام بحصر الخسارة التي تعرضت لها الشركة والتي تعرض لها العمال، وإذا كانت طبيعة عمل تلك الشركة تفرض عليها تعرض العاملين بها لأخطار كبيرة، هنا يكون من اللازم أن تعيد الشركة تأهيل العاملين، بل ويمكنها معالجة الآثار النفسية التي تخلفت إن وجدت.

 

تقييم الإجراءات التي طبقت إلى جانب تقييم الخطط

فعلى الرغم من أهمية وضع الخطط بل وضرورة ذلك، ولكن أيضًا القيام بتنفيذها من الأمور المهمة للغاية، وعلى كل شركة أن تقيم تنفيذ تلك الخطة، وتستفيد من السلبيات والإيجابيات التي تمت، وتراعي ذلك عند التخطيط لإدارة أزمة قادمة، وتعدل الخطة.

بعد التعرف علي كيفية ادارة الازمات المالية يمكنك ايضا قراءة أنواع الضرائب في السعودية | وطرق الإعفاء منها

 

المشاركة والاستفادة

هناك قطاعات معينة يكون من المهم فيها أن تستفيد من تجارب الشركات الاخرى، فمثلًا إذا كانت الشركة صاحبة الأزمة المالية متخصصة في المقاولات، فعليها أن تنظر بعين الاعتبار لأي شركة كبرى أخرى في مجال المقاولات قد تعرضت لأزمة مشابهة حتى تتعلم منها وتستفيد من التجربة التي مرت بها.

من الجدير بالذكر أن إدارة الأزمات غير متوقفة فقط على إدارة المشكلات المالية التي من الممكن تعرض الشركة لها، أو مشكلات الأيدي العاملة، فالأمر هو توقع أي مشكلة يمكنها أن تضر مركز الشركة المالي سواء سبب طبيعي أم بسبب سوق العمل أم حتى بسبب أزمة عالمية.

بعد التعرف علي كيفية ادارة الازمات المالية يمكنك ايضا قراءة نظام مسك الدفاتر التجارية